الكحول وتأثيره على الجهاز المناعي

شرب الكحول سيضعف جهازك المناعي لمدة 24 ساعة تقريبًا. لا شك أن الكحول يضعف عمل جهاز المناعة لدينا، لكنه لا يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى؛ بل يضعف قدرة جسمك على محاربتها. هذه هي تأثيرات الكحول على جهازك المناعي: يجعلك الكحول أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا وغيرها من الأمراض لأنه يخفض نظام الدفاع الطبيعي لجسمك. يقلل من عدد خلايا الدم البيضاء مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والفيروسات. الآثار الإيجابية لشرب الكحول قصيرة الأجل للغاية، بينما تظل الآثار السلبية أطول من حيث ضعف الوظيفة الإدراكية، وخطر الإصابة بالسرطان، وانخفاض آلية الدفاع الطبيعية للجسم ضد العدوى.

ما هي الآلية وراء تأثير الكحول على جهاز المناعة؟

يمكن أن يؤدي استهلاك الكحول إلى تغيير مستويات السيتوكينات والجزيئات الرئيسية الأخرى التي تنظم الاستجابة المناعية. تتغير مستويات هذه الجزيئات في الدم وتوجد أيضًا بتركيزات متغيرة في أنواع مختلفة من الخلايا المناعية. الخلايا المناعية المحددة التي تبدو أكثر عرضة لهذه التغييرات هي الخلايا التائية السامة للخلايا والخلايا القاتلة الطبيعية (NK). تلعب الخلايا التائية السامة للخلايا دورًا مركزيًا في الاستجابة المناعية للعدوى، بما في ذلك الالتهابات الفيروسية، والخلايا القاتلة الطبيعية مهمة للحماية من الأورام وغيرها من الخلايا غير الطبيعية المتنامية. يتم تنشيط الخلايا القاتلة الطبيعية بواسطة السيتوكينات والجزيئات الأخرى التي تنتجها الخلايا المناعية. يمكن اعتبار السيتوكينات بمثابة الوقود الذي ينشط الخلايا المناعية ويحركها. يتم إنتاج السيتوكينات بكميات أكبر داخل الجسم عندما يتم تنشيط الجهاز المناعي استجابةً لمسببات الأمراض. عندما نستهلك الكحول، فقد تبين أن كمية السيتوكينات في الدم تنخفض. تنخفض أيضًا كمية السيتوكينات في الخلايا المناعية، مما يؤدي إلى انخفاض تنشيط ووظيفة الخلايا التائية السامة للخلايا والخلايا القاتلة الطبيعية والخلايا الأخرى في الجهاز المناعي.

آثار الكحول على الدفاع الطبيعي لجسمنا

خلايا الدم البيضاء - يصاب كل عام أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم بالعدوى، ويتم إدخال الكثير منهم إلى المستشفى. كما تعد الأمراض المرتبطة بالعدوى السبب الرئيسي للوفاة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وهذا يسلط الضوء على أهمية قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العدوى. عندما يتعرض جسمك للهجوم، تنتقل خلايا الدم البيضاء التي تسمى البلاعم إلى موقع العدوى ويتم إطلاق بروتينات مقاومة للعدوى تسمى السيتوكينات لقتل البكتيريا والفيروسات. كما أن بعضها يحمينا من الخلايا السرطانية. الكبد عضو مهم يساعد على إزالة الكحول من دمنا، ولكن عندما نشرب بكثرة، يصاب الكبد بالتوتر ولا يؤدي وظائفه بشكل جيد. يمكن للكحول الزائد في دمنا أن يلحق الضرر بالخلايا البلعمية لدينا، مما قد يجعلنا أكثر عرضة للأمراض والالتهابات. وإذا شربنا بكثرة على مدى فترة طويلة من الزمن، فقد يصبح نظام المناعة لدينا ضعيفًا جدًا لدرجة أننا سنصاب بالمرض في كثير من الأحيان.

فقدان خلايا الدم البيضاء بسبب الكحول

خلايا الدم البيضاء مسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد البكتيريا والفطريات والفيروسات. يمكن أن يؤدي فقدان هذه الخلايا بسبب الكحول إلى الأمراض التالية: الأمراض التي تسببها الفطريات، وتشمل التهابات قاعدة الظفر (الأظافر الفطرية)، والتهابات الجلد والأنسجة الرخوة الأخرى (عدوى السعفة في الجلد)، والتهابات الجلد. الرئتين والجيوب الأنفية ومناطق أخرى (داء الرشاشيات وداء المبيضات). الأمراض الفيروسية، تشمل الفيروسات التي يمكن أن تسبب أمراضًا عندما يضعف جهاز المناعة لدى الشخص بسبب الكحول الفيروس المضخم للخلايا (CMV) وفيروس الهربس البسيط (HSV) (على سبيل المثال، الهربس التناسلي). الأمراض البكتيرية، وتشمل هذه الالتهابات المكورات الرئوية، والتهابات المكورات العنقودية، وغيرها من الالتهابات البكتيرية.

الكحول وخطر الإصابة بالسرطان

هناك أنواع معينة من السرطان تكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يشربون الخمر بكثرة، بما في ذلك سرطانات الرأس والرقبة والمريء والكبد والحنجرة والثدي والقولون. هناك العديد من العوامل التي تؤثر على خطر إصابتنا بالسرطان. الكحول هو أحد عوامل الخطر التي يمكن تغييرها. عندما يتم استقلاب الكحول في الكبد، فإنه قد يسبب ضررا للحمض النووي ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان. الكحول أيضًا مادة مسرطنة، مما يعني أنه يسبب السرطان. أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يشربون الخمر بكثرة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان. يكون الخطر أعلى بين الأشخاص الذين يشربون بكثرة على مدى سنوات عديدة، مقارنة بالأشخاص الذين يشربون بكثرة لفترة قصيرة.

ملخص

تأثيرات الكحول على الجسم معقدة وتتجاوز التغيرات البسيطة في تركيز الكحول في الدم. ومن المهم أن نلاحظ أن استهلاك الكحول يضعف عمل العديد من الأجهزة، بما في ذلك الجهاز المناعي. الجهاز المناعي هو المسؤول عن حماية الجسم من الالتهابات والأمراض الأخرى، واستهلاك الكحول يمكن أن يجعل الشخص أكثر عرضة لهذه الأمراض. في الختام، يمكن أن يؤدي استهلاك الكحول إلى تحسين الحالة المزاجية بشكل مؤقت وتقليل التوتر، ولكنه يضعف أيضًا قدرة الجسم على مكافحة الأمراض.